فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

لكي تُحقِّقَ السَّعادةَ، فَلا بُدَّ أنْ تَرفَعَ عَنِ الطريقِ عواملَ الشَّقاءِ. ذلكَ أنَّ المُشكِلَةَ قدْ تكونُ في افتقادِها لمُقتَضَياتِ السّعادةِ، وقد تكونُ في وجودِ عوائقَ في طريقِها.
إنَّ السعادةَ والتّعاسَةَ هيَ طوعُ إرادَةِ الإنسانِ، فأنتَ الذي تختارُ أحدَهُما لنفسِكَ، وترفضُ الآخرَ، وحتّى لَو افترضنا أنَّ ظروفاً قاهِرةً فَرَضَتْ عَليكَ التعاسةَ مَثلاً، فإنَّ باستطاعتِكَ أنْ تنعمَ بالسّعادَةِ وتُغيّرَ تلكَ الظروفَ أو تتجاوزَ أثَرَها عَليكَ.
وفِيما يَلي بعضُ العوائقَ في طريقِ السَّعادَةِ.
أوّلاً: الحِقدُ والضّغينةُ والحسَدُ
ما رأيتُ شخصاً سَعيداً، إلا وكانَ في صَفاءٍ معَ النّاسِ، ولا يحملُ حِقداً على أحَدٍ، ولا ضَغِينَةٍ ضِدَّ أَحَدٍ، ولَمْ يَكُنْ حَسوداً، أمّا التُعساءُ فَهُم مُثقَلونَ عادةً بهذهِ الصّفاتِ، يقولُ الإمامُ عليٌّ عليهِ السّلامُ: «خُلُوُّ الصّدرِ مِنَ الغِلِّ والحَسَدِ مِنْ سَعادَةِ المَرءِ».
ثانياً: إعطاءُ العَوامِلِ الخارجيةِ التأثيرَ الأكبرَ على الحَياةِ
صحيحٌ أنَّ للعواملِ الخارجيّةِ تأثيراً على حياتِنا، ولكنَّ السعادةَ تنبَعُ منَ القَلبِ وتأثيرِ الآخرينَ على قُلوبِنا ليسَ مُطلَقاً، فَمَنْ قَرَّرَ أنْ يكونَ سَعيداً فَسيكونُ كذلكَ بالرّغمِ مِنْ كُلِّ العَواملِ الخارجيّةِ المُحيطَةِ بهِ، ومَنْ كانَ ينظُرُ إلى الجوانبِ المُشرِقَةِ في الحياةِ فَهُوَ قادِرٌ على تجاوزِ كُلِّ التأثيراتِ السَّلبيةِ القادِمةِ إليهِ مِنْ خارجِ ذَاتِهِ.
ثالثاً: تَركُ المشاكلِ حتّى تَكبُرَ، بدلَ حَلِّها في البدايةِ
فأنت إذا واجهتَ المشاكلَ أوّلَ ظُهورِها، فَهِيَ عادةً تَختَفِي، أمّا إذا تَركتَها وشأنَها، فَهِيَ تتراكَمُ بعضَها فوقَ بعضٍ مثلَ كُرَةِ الثّلجِ، والذينَ يُتيحونَ لكُرَةٍ مثلَ هذهِ أنْ تتَكَوّنَ في حياتِهِم يَتَّبِعُونَ مبدأً بَسيطاً هُوَ الآتي: «عندَما تُواجِهُكَ مُشكِلَةٌ، انتَظِرْ، بدَلَ أنْ تفعلَ شَيئاً حِيالَها»
رابعاً: التّشاؤمُ
مَنْ يَتَوقّعُ الأمورَ السيّئةَ دائماً، فَهُوَ يُبتَلى بِها عادَةً. ذلكَ أنَّ روحَ التشاؤمِ تَجذِبُ إليها المَشاكِلَ.. كما تَجذِبُ الفاكهةُ الفاسِدَةُ الميكروباتِ الضارّةَ.
فلنفتَرِضَ أنّكَ تُريدُ السّفرَ، فإذا توقّعتَ فيهِ المشاكِلَ، فأنتَ سَوفَ تُصادِفُها، أمّا إذا توكّلتَ على اللهِ تَعالى، واعتَمَدتَ عليهِ فإنَّ المشاكِلَ ليسَ لا تُصادِفُكَ فحَسب، بَلْ ستكونُ سَهلَةً على الحَلِّ إذا حَدَثَتْ.
خامساً: التظاهُرُ بالتّعاسَةِ والشّقاءِ
لا يتظاهَرُ أحَدٌ بشيءٍ إلّا وتَطَبَّعَ بهِ، فَمَنْ تَظاهَرَ بالسّعادَةِ أصبحَ سَعيداً، ومَنْ تظاهَرَ بالتّعاسَةِ أصبحَ تَعيسَاً.
إنَّ مَنْ يتأفَّفُ ويتذَمَّرُ ويَتَبَأَّسُ سوفَ يُصابُ بالحُزنِ والكآبَةِ، أمّا مَنْ يحمَدُ اللهَ تعالى على كُلِّ حالٍ فَهُوَ يُوشِكُ أنْ يُصبِحَ سَعيداً لأنَّ مَنْ يبتَسِمُ للحَياةِ تبتَسِمُ لَهُ الحياةُ.